07‏/03‏/2010

«آسف».. كلمة أساسية في قاموس تربية الأطفال يجب أن يتقنها الآباءوالامهات



«آسف».. كلمة أساسية في قاموس تربية الأطفال يجب أن يتقنها الآباءوالامهات

تواجه العديد من الأمهات مشكلة رفض أطفالهن الاعتراف بخطئهم خوفا من لومهم أو معاقبتهم، او فقط بسبب انعدام شعورهم بالثقة. وتعزي الأخصائية الاجتماعية، لبنى أحمد، الأمر الى التربية والتنشئة الاجتماعية للطفل، فاذا عاش في اجواء مشحونة بالمشاكل النفسية وخاصة بين الاب والام، وكانت القدوة امامه عنيدة تخطئ ولا تعتذر، فإنه حتما سيقلد هذه القدوة سواء أكان الأب او الأم او حتى الأخ .


وكثيرة هي معاناة الأمهات مع أطفالهن بهذا الصدد. تقول عايدة السالم، وهي أم لطفل عمره اربع سنوات يتصف بالعناد الشديد، وعندما يخطئ يرفض الاعتراف بخطئه او التراجع عنه ويرفض ان يعتذر الأمر الذي يصيبها بالحرج، وثير غضبها إلى حد ضربه، من دون أن يرتدع ويصلح سلوكه. وتفسر الاخصائية لبنى تصرفات هذا الطفل بأنها قد تكون نتيجة الدلال الزائد من قبل الام او الاب، او نتيجة عدم وجود القدوة داخل محيط الأسرة، التي تشجعه أن يتحلى بسلوكيات ايجابية كغيره من الاطفال. ولهذا يجب على هذه الام، كما تقول، ان تبحث اولا في الاسباب الحقيقية التي تدفع طفلها لممارسة مثل هذه التصرفات ثم إيجاد طريقة معالجة تقوم سلوكه.


وتحذر الاخصائية لبنى بالخصوص من التساهل معه بحجة انه ما زال صغيرا في السن ولا يفهم او يدرك الخطأ من الصواب، لأنه حتى في هذا السن الغض يدرك ويستوعب، وكل ما يحتاجه هو اسلوب تعامل يخاطب مستوى تفكيرهم، مثلا يمكن معاقبته بحرمانه من شيء عزيز عليه بشكل مؤقت، وليس بالضرب، لأنه لن يزيده إلا عنادا وتعنتا، لكن يجب على الام ألا تكافئه في حال تصرف بشكل ايجابي.



وتضيف بأن تربية الطفل يجب الا تقتصر على الام وحدها، بل يفترض أن تكون مسؤولية الأب أيضا، الذي عليه أن يساهم في تنشئة الطفل بشكل سليم أولا بتوفير بيئة مناسبة له، وثانيا بغرس العديد من المبادئ لديه منذ عامه الاول، منها أن لا يشعر بالحرج أو الخجل من الاعتراف بخطئه والاعتذار عنه. وطبعا لا يمكنه ان يتعلم هذا الامر إلا إذا أخذ القدوة من والديه، وترسخت في ذهنه صورتهما وهما يعتذران عند الخطأ لبعضهما، بل لا بأس أن يعتذرا للطفل أيضا إذا اخطآ في حقه أو إن أخلفا له وعدا، حتى يعلمانه أن المسألة ليس فيها اي انتقاص أو مساس للكرامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق